اُنظُر حولك ..
ماذا ترى ..
حق الحياة صحيح !
إنّ الحياة تفيض بالحياة ..
منح الله الحياة لكل الخلائق ..
ما اجملها نعمة الحياة !
تفيض بأشكال مختلفة من كل أشكال الحياة ..
في هذا الكون الواسع حولك ..
عندما ترى أي حيوان او طائر او حشرة..
بماذا تشعُر او بماذا تفكر ..
خاصةً إنْ كانت لا تعجبك او تروقك ..
سواء كان المخلوق قطة، كلباً، بُــرْصاً(وَزَغ ) او صُرصُور او نملة او نحلة او طائر او أي مخلوق من مخلوقات الله ،
ما هي اول فكرة تطرأ على قلبك ؟
إن كان المخلوق لا يروقك او يعجبك تحديداً …
ما هو اول شيء تفكر فيه ؟
انْ تقتله ؟
إنْ كان نَعَم فهنا انت لديك مشكلة كبيرة!
لماذا منحتَ نفْسك حق سَلْب الحياة من مخلوق من مخلوقات الله !
اعطى الله الحياة لهذا المخلوق ..
فلماذا تسمح لنفْسك بأن تأخذ منه حياته وتتعدى على نعمة الله بالحياة لهذا المخلوق !
منح الله تلك المخلوقات حق الحياة ،
وبلا وعي انت تسلِب منها ذاك الحق !
من يقوم بقتل اي مخلوق من مخلوقات الله ..
سواء كان طائراً او حشرة او حيوان ؛
تموت الرحمة في قلبه ؛
وبالتالي ينفصِل عن الله وعن الناس وعن الكون ، ويشعُر بالغُربة في الدنيا ،
وتبتعد عنه حقوق الرحمة؛
اللي هي حقوق الحياة ..
مثل الحُب والسلام والأمان والرزق الواسع ..
مثل هذه الأفعال الغير رحيمة تنشأ بلا وعي وبلا تفكّر او تدبر ..
وإذا سألتَ نفْسك بوعي عن سبب سلوكياتك الغير الواعية في قتل الحيوانات والحشرات ..
قد لا تعرِف لماذا ..
او لديك معلومات خاطئة تبرر لك مثل هذا السلوك العدواني على عباد الله.
عباد الله ليس البشر فقط ..
بل هم كل ما حولك من طيور وحشرات وجماد ..
وبما في ذلك الجماد ايضاً..
نعم لا تتعجب ..
حتى الجماد من عباد الله وممتلِئء بالحياة ايضاً ويسبّح لله ..
فقط القلب الممتلئ بالرحمة يستطيع ان يُبصِر ما لا تُبصره العين.
كُن واعي يا اخي الحبيب ويا اختي الحبيبة انّ كل مخلوقات الله حولكم هُم مثلكم !
مثلكم اي لديهم قلوب ويشعرون بكل ما تشعرون به ..
بماذا ستشعُر لو هَمّ إنسان ان يقتلك بأي شيء ..
تخيّلها ..
تخيّل انّ إنسان هَمّ ليقتلك بسكين او آلة حادة .. سيملأ قلبك الرُعب والخوف ..
مجرد التخيّل فقط سيملأك بالرعب والخوف ..
مجرد التخّيل فقط سيجعلك تكره ان تتعرض لمثل هذا الحدث وتشعُر بتلك المشاعر الصعبة والمؤلمة ..
موقف آخر ..
هناك أشياء وماكينات وسيارات وآلات اكبر منك حجماً بمرات كثيرة ..
هل تحتمل مجرد التخيّل ان يمُــر فوق جسدك او فوق رأسك سيارة عملاقة ؟
حتى مجرد التخيّل صعب !
أنا لا اصف تلك المشاهد والتخيلات بدقة لأجعلك تشعر بالألم ..
بل لأجعل الرحمة الإلهية تتسلل لقلبك وتنزع عنه كل مظاهر الشر والعدوانية الغير الواعية والباطنة في قلبك..
والتي تظهر فجأة عندما ترى اي مخلوق ضعيف من مخلوقات الله كالحيوانات والحشرات ..
فلا تغتر بحجم جسدك الأكبر منهم وقوتك عنهم ..
فكما لا تحتمل التخيّل ان يمر شيء عملاق على جسدك ..
فكثير من البشر قد يدهسون اي حشرة او حيوان بلا رحمة ..
فكما انّ مجرد التخيّل أن يقتلك احدهم سيملأ قلبك بالرعب والخوف ..
فتذكر جيداً يا اخي الحبيب هذه العبارة ..
( كل مخلوقات الله لديهم قلوب )
ويشعرون بالرعب والخوف والخطر والقلق والاقتراب من حافة الموت والفزع والسلام والأمان والطمأنينة..
لديهم قلوب ويشعرون تفصيلياً بكل المشاعر ..
فمثلاً متى شعر الوزَغ بأنك تقترب لتقتله ..
يملأ قلبه الرعب والخوف ..
سينبض قلبه بالخوف لدرجة يمكنك ان ترى ذلك بوضوح ..
فقط اُنظُر !
متى شعر النمل انك ستدهسه يملأه الخوف .. وإلا فلماذا يفر جرياً ..
يمكنك ان تسأل نفسك سؤال ..
بماذا يشعر معك من حولك سواء كان إنسان او حيوان او حشرة ..
حُباً أم خوف ؟ ..
سلاماً ام قلق ؟ ..
اماناً ام تهديد ؟ ..
من طلب الله؛
فالرحمة هي الباب.
الرحمة هي اول أسماء الله ..
ان ترحم ضعف الناس ..
ان ترحم ضعف الخلائق ..
ان ترحم ضعفك انت شخصياً ..
لا تشارك في قتل النفوس بالكلام بالمؤلم ..
بل اِمليء قلبك بالرحمة ..
وتكلم بالخير ..
لا تشارك في قتل الحيوانات والحشرات …
بل تذكر أنهم جزء من روحك ..
فإن قتلت طائر او حيواناً او حشرة ..
فأنت قتلتَ جُزءاً من الخير فيك ولا تدري ..
وبنيت حاجزاً بيدك بينك وبين ربك.
شارِك في إطعام الطيور والحيوانات ..
فرزقهم في رزقك ..
وأرواحهم من رُوحك..
وتذكر انّ ..
الرحمة /
هي ان ترى نفسك في الآخر ..
سواء كان الآخر إنساناً او حيواناً او طائراً او حتى حشرة.
والرحيم هو الله.
محباتي ❤️
- عصام محمود
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.