اُنظُروا إلى هذا العالم من حولكم ..
إنّ هذا العالم يطغي عليه ظهور طاقة الذكورة ومظاهر الذكورة اكثر من الأنوثة ..
يطغي عليه الرغبة في النجاح والتميز وجمع المال وبناء الأعمال .. وبناء الثروات ..
إنّ طاقة الذكورة متوغِّلة في قلب العالم ..
ولهذا كلما طغت الذكورة اكثر انتشرت التعاسة اكثر ..
لهذا ليس من الغريب بعد انتشار الذكورة الطاغية على وجه العالم ، ان ترى توجه اكثر النساء لعالم المال والاعمال والنجاح والاستقلالية ..
هذه مجرد توابع ..
فيجب ان تُصيب الذكورة المفرطة المنتشرة في العالم كثير من النساء ،
تماماً كما تنتقل الانفلونزا للوسط المحيط للمريض بها.
قد تتفاجئون لو عرفتم انّ المهمة التي خلقنا الله لها هي مهمة أنثوية في الأصل!
نعم / انها ليست ذكورية ابداً ..
انها أنثوية تماماً وبالكامل ..
انها مهمة بسيطة وأنثوية ..
وهي الإستمتاع !
الإستمتاع هو طاقة أنثوية ساكنة في الحاضر ..
أمّا العمل والفِعْـل طاقة ذكورية فاعلة ودافعة ومتحركة للأمام.. انها تتخطّى الحاضر ..
الرَجُل في هذا العالم يتألّم جداً،
لأنه لا يعرف التسليم كالأنثى ..
لأنّ الانثى لديها طاقة استمتاع وليس طاقة فِعْل..
عكْس الرجل ..
هو لا يعرف انّ امره بيد الله ،
ورزقه بيد الله ..
وأنّ عليه الإستمتاع بما يعمل بدلاً من القيام بالفِعْـل والعمل ..
عندما تتحرك الطاقة الذكورية ينشأ الفِعْـل لحدوث الرزق ..
الطاقة الذكورية هي ان تظن انك انت صاحب امرك ورزقك ،
ويجب ان تعمل حتى يأتيك الرزق ،
اما الطاقة الأنثوية هي طاقة استمتاع ..
انه تناغم مع سبب الخلق ..
انها تناغم مع أننا لم نُخلق لنعمل ،
بل خلقنا الله لنستمتع بما نعمل ويتولى الله الرزق ..
من هنا نكون سعداء بما نعمله..
يكون دافعنا أننا نعمل للاستمتاع ..
لأننا نستمتع بما نعمله ..
وليس للمال.
إنّ طاقة الذكورة كفِعْـل ناشِط هي طاقة تعاسة .. لأنها طاقة كِبْـر وغُرور ..
لأنّ الرَّجُل صاحب الذكورة يتوهّم انه مخلوق للعمل وانّه قادر على الفِعْـل ..
يظن ان بيده الرزق ..
ولهذا يتوكل على قُوَّتِـه ..
أمّا في حالة الاستمتاع فنحن نعمل بفرح وحُب..
ونترك امر الرزق للرب .
ولهذا نسعد ونفرح بالفِعْـل نفْسُه ..
طاقة الانوثة هي طاقة سعادة ..
طاقة الأنوثة هي طاقة استمتاع وسعادة ..
لأنها طاقة ساكنة ..
فبها نتوكل بالكامل على الله ،
فقط نعمل بفرح واستمتاع ونترك الرزق على الله دون توهّم أننا نخلق رزق او نأتي بالرزق ..
فيه جملة مصرية شعبية شهيرة بتتقال دوماً..
" الفلوس مبتعملش رجّالة ، الرجالة هي اللي بتعمل الفلوس "..
هذا هو الكِبْر والغرور في أبهى صورة دون ان يُدْرِكه صاحبه..
فالرزق بيد الله ،وليس بيد الذَكَر الذي يتوهّم أنّ الله فضّله بالقوة والعضلات ليتفوق على الأنثى في كسب المال …
لا فرق بين الرجل والأنثى والمُراهق والطفل في امر الرزق ، فالله هو من يتولى مسؤلية الكل دون تمييز للرجالة.
لا يتواجد هذا الكِبْر والغرور في حالة الاستمتاع بالفعل، في الحالة الأنثوية.
يتواجد في الحالة الذكورية فقط، حالة الحركة للعمل فقط، العمل للمال ،ولجمع المال.
طاقة الذكورة لا تُفيد في مجال العمل ..
إذْ انّ الإنسان لم يُخلق للعمل..
مجال توظيف طاقة الذكورة السليم هو مضاعفة طاقة الاستمتاع الأنثوية ..
هذا هو مكانها الصحيح تمامااااااااااً.
من هنا سيتخلّى الذَكَر عن الكِبْر باسم قوته الجسدية وطاقته الذكورية، ويعمل باستمتاع بطاقة أنثوية سعيدة ومُريحة ويخلق الكثير والكثير من السعادة في العالم …
إنّ طاقة الذكورة طاقة خلاّقة بقوة عظيمة لا يمكن تخيُّلها ..
ومجال التوظيف الأساسي والسليم لها هو توظيفها في توليد السعادة والاستمتاع والفرح سواء في المجتمع الصغير كالبيت والأسرة ،
او المجتمع الكبير كالدولة.
ومن الدول التي أبدعت في هذه النقطة تحديداً وعادت عليها بنتائج عظيمة وسعيدة ورابحة بالسعادة والمال هي دولة الإمارات من خلال إنشاء وزارة السعادة،
ودولة السعودية من خلال إنشاء وزارة الترفيه ..
تقريباً بعض المُبدعين من رؤساء هاتين الدولتين-حفظهم الله- فهموا هذه النقطة، وبالتالي أنشأوا وزارات فريدة من نوعها، كهاتين الوزارتين المختصّتين في إسعاد الناس.
فعندما لم يتم توظيف طاقة الذكورة بوعي في مجالها السليم من خلال خلق الاستمتاع والرفاهية ؛ فتم توظيفها في خلق التعاسة وصناعة الأسلحة والتدمير والصراع على الطموح والتفوق وجمع الأموال.
وتتوغّل الذكورة الغير سليمة في نشر التعاسة اكثر ..
ولكن الجانب المشرق انّ ايّ ذكّر متفهّم يفهم هذا الكلام ، يمكنه خلق مجتمع سعيد حوله وبسهولة ..
فأنا أُساهم بهذا الوعي في نشر السعادة والفرح ومشاركة السرور والمرح مع من حولي..
فكل مشاركة بالحب والمرح مهما كانت صغيرة تبني أجيالاً أصحّاء وسعداء وواعين .
﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾
سبب الخلْق هو الشُكر ،
والشُكر بلغتنا العامية هو الاستمتاع.
انت مخلوق للفرح والسعادة ..
اِسعَد بعملك .. اِسعَد بأحبابك .. اِسعَد بأصدقاءك .. اِسعَد بأنعام الله عليك .. اِسعَد بما تعمله الآن .. اِسعَد بما ستعمله بعد قليل .. اِسعَد بكل فعل مهما بدا صغيراً او عادياً ..
هذه الطاقة الأنثوية الفرحة تجلب أرزاق الله الغير محسوبة .. لأننا بها نتوكل على الله في السعي ويتولى الله الرزق..
وبهذا نُفلِح في سبب الخلْق ..
وهذا لأن الإنسان السعيد لديه الكثير ليعطيه ويقدمه لبني الإنسانية ..
أقلها هي الابتسامة ..
اما أعظمها فهي طاقة السعادة النابعة من قلبه.
وتذكّروا يا احباب ان سبب وجودنا هي مهمة أنثوية وليست ذُكورية ..
هي مهمة سعيدة ❤️
عصام محمود
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.